الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

هل التعاون حالة واجبة أم حالة اختيارية...؟



يعتقد البعض إن التعاون مع الآخرين هو أمر غير إلزامى علينا وإن كل فرد له حرية خاصة فى أن يختار أن يكون متعاونا مع الغير أو لا ...

من هنا كان تساؤلى حول هذا الموضوع الذى كثيرا ما استوقفنى عند كلمة  التعاون "اختيارى"  أم " واجب " ، وبالتأمل تارة والبحث تارة  وبالرجوع الى كتاب الله الكريم خرجنا بهذا المفهوم الذى ترسخ فى عقيدتنا فور استبيانه ..

فى البداية نذكر قول الله سبحانه وتعالى " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ".

هذه الآيه الكريمة التى بدأت بفعل الأمر "وتعاونوا" هى أقوى دليل من الله سبحانه وتعالى على وجوب تعاون المسلم مع اخيه المسلم فى البر والتقوى أى الإيمان ، لمالتى يعسا فى ذلك من إصلاح للفرد وإعانته فى مواجهه أمور حياته الأمر الذى يعود عليه بالنفع ومن ثم للبيئة التى يعيش فيها 

نحن لا نستطيع أن نعيش بمفردنا فى هذا العالم دون مساعدة من أحد ، إن الفرد لا يستطيع أن يخدم نفسه فى كل شىء ، فمثلا لا يستطيع أن يعالج نفسه أو أن يعلم نفسه دون مساعدة أهل العلم  ولا يستطيع أن يقوم بدور عامل النظافة أو البائع ... ومن هنا يتوجب علينا أن نساعد من حولنا حتى نستطيع أن نطلب المساعدة من الآخرين.

إن الله سبحانه وتعالى خلق كل إنسان ومنّ عليه بميزة اختصها عن غيره من الناس ، إذا بحث كل منا عن تلك الميزة وعمل على تنميتها وتطويرها لأخرج من نفسه قيمة كبيرة تصل لحد الإبداع ... فما بالك لو اجتمع وتعاون هؤلاء المبدعون المطورون فى نسيج واحد وايد واحدة لأبهروا العالم بنتاج تلك التعاون..

وبالنظر الى مجالات الحياة المختلفة لوجدنا على الصعيد السياسى أن لولا اجتماع الناس ومشاركتهم  فى تحقيق هدفهم استنادا الى أهمية التعاون والمشاركة لما خرجنا بثورة 25 يناير العظيمة التى ابهرت العالم من حولنا  


واخيرا وليس بآخر علينا جميعا أن ندرك أهمية العمل بمفهوم المشاركة والتعاون حتى نرتقى بأعمالنا الى أحسن صورة ممكنة وعلينا أن نحذر من معوقات تلك التعاون وهو على سبيل المثال لا الحصر :





* النزعة الذاتية (الأنانية)
* الكبر
* السلبية 
* عدم الإنتماء 
* الخوف المرضى
* الكسل
* الجهل بأهمية التعاون
***********************************************************

تحياتى 
شيرين عبد العزيز







الأحد، 7 أكتوبر 2012

بسم الله الرحمن الرحيم 




لمــــــــــــــــــــــاذا جاءت فكرة التهادى ؟ وكيف طوّرت ؟


عن عائشة رضى الله عنها وارضاها : قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : يا نساء المؤمنين ؟ تهادين ولو فرسن شاةٍ ، فإنه يثبت المودة ، ويذهب الضغائن.

نحن لا نستطيع أن ننكر أثر الهدية على النفس لما لها من تأثير كبير فهى تشرح الصدر وتدخل الى القلب الفرحة وتجعل الطرف الآخر يرى مقدار محبتك له وتقديره لذاتك وخاصة اذا كانت الهدية تقدم فى غير سبب مع اختيار الوقت المناسب  لتكون مجرد تعبير عن محبة خالصة لوجه الله تعالى 

 والأن اصبحنا نرى إن ثقافة التهادى اقتصرت على أشياء مادية أو عينية يتم تقديمها للطرف الآخر لتبادل منفعة ما من وراء ذلك أو تقديمها على سبيل المثال  كرشوة (عفانا الله وإياكم) ونظرا لتكرار هذا المفهوم الخاطىء اصبح عندنا موروث خاطىء فى قياس الهدية ، حيث أصبحنا نقيس قيمة الهدية بالعلامة التجارية لها أو قيمتها المادية أو أماكن شراءها ، غافلين الهدف التربوى الدينى الراقى من وراء تلك الثقافة.

إن اساس فكرة التهادى هو التعبير عن المحبة والمودة التى يجب أن نجددها من حين لآخر للحفاظ على قلوبنا سليمة نظيفة وخالية من اية احقاد وضغائن أو ضيق .

ويؤخذ على الكثير من الأشخاص انهم  عندما يفكرون  فى تقديم الهدايا تقتصر فقط على الهدايا المادية أوالعينية ولا يلتفتوا الى محاولة تقديم هدية على سبيل المثال  (فكرة جيدة)  للآخر قد تغير حياته من حال الى حال أفضل بسبب تلك الفكرة الجيدة  بالرغم من علمنا بالحديث الشريف الذى يقول : "الدال على خير كفاعله" أو دعوة لحضور جلسة ثقافية تساعد على تنمية مهارات وأفكار أو قدرات الآخرين .

رواه الترمذي في سننه عن أنس بن مالك أنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله فلم يجد عنده ما يتحمله فدله على آخر فحمله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال إن الدال على الخير كفاعله.
 
لماذا عند ذكر كلمة هدية يتطرق الى أذهاننا سريعا الهدايا المادية او العينية ؟ اوليست 
الكلمة قد تكون فى بعض الأحيان بمثابة (هدية)  ..! أم الإبتسامة لا ترقى الى ان تكون 
هدية ...! أم أن الحب الخالص من القلب لا يعد أجمل هدية فى الحياة ممكن أن يحصل 
عليها الإنسان ..!
 





 مع خالص تحياتى
شيرين عبد العزيز
مسوق ومنسق اعلامى